الأربعاء، 17 فبراير 2016

هجره الرسول للمدينه المنوره



منذ أن بعث الله نبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم برسالة الإسلام وهو يتعرّض ومن آمن معه إلى صنوف العذاب من قبل المشركين الذين رفضوا دعوة الله تعالى وأصرّوا على بالبقاء على ضلالهم، وقد صمد النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام في سبيل الدّعوة وقد كان يعلم قبل ذلك أنّ قومه سوف يخرجونه من مكّة المكرّمة أحبّ البلاد إلى قلبه ووطنه الذي تربّى ونشأ فيه، فقد أخبره بذلك خال السّيدة خديجة ورقة بنو نوفل الذي علم بخبر الملك الذي جاء النّبي في غار حراء، فقال له أنّ قومك سوف يخرجونك من مكة وأنّه سوف يبعث إلى النّاس رسولًا ونبيًّا، فلذلك استعد النّبي عليه الصّلاة والسّلام لذلك قبل أن يحدث، وقد ساهمت عوامل كثيرة في هجرة الرّسول الكريم إلى المدينة المنوّرة والتي كانت تسمّى في بادىء الأمر بيثرب، نذكر منها : عداوة المشركين للرّسول صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، وقد أخذت هذه العداوة صورًا مختلفة من الإيذاء اللفظي كما حدث عندما اتهم المشركون النّبي الكريم بأنّه ساحرٌ مجنون، وكذلك صور الإيذاء الجسدي حين قام المشركون بتعذيب بعض من آمن، فقد عذّب سيّدنا بلال بن رباح ووضع في الرّمضاء، وكذلك عذّب خبّاب بن الأرت رضي الله عنه حتى كان سيّده يحمي السّيف على النار ليضعه على جسده، وما تعرّض له آلي ياسر حيث قتلوا بعد تعذيبهم، وقد وصلت حالة العداوة بين المشركين والمسلمين إلى حدّ المقاطعة حيث قاطع المشركون بني هاشم في شعاب مكّة ومنعوا عنهم أسباب الحياة الكريمة وقد استمرت المقاطعة ثلاث سنوات حتّى كشفها الله تعالى عنهم، وقد أمر النّبي الكريم الصّحابة بالهجرة إلى الحبشة حين اشتد بهم الأذى حيث يحكمهم ملكٌ عادل لا يظلم الناس عنده . محاولة قتل النّبي صلّى الله عليه وسلّم أكثر من مرّة، فقد اجتمع أهل الكفر على أن يقتلوا رسول الله وأعدّوا لذلك الخطّة المحكمة ولكن وبمشيئة الله تعالى رد الله كيدهم وفشلت خطتهم وتمكن النّبي الكريم من الهجرة إلى المدينة المنوّرة بعد أن قام بالتّنسيق مع أهلها الذين آمنوا به وبدعوته . طموح النّبي صلّى الله عليه وسلّم في بناء دولةٍ إسلاميّة تكون نقطة الإنطلاق لنشر دين الله تعالى في ربوع الجزيرة والعالم حينئذ، فرسالة الإسلام هي للنّاس كافّة وليست محدودة، وإنّ عالميّة الدّعوة تقتضي التّوسع والانتشار حتّى يصل نور الإسلام إلى النّاس كافّة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق